أطلق الكاتب المغربي عبد العزيز العبدي بودكاسته الجديد تحت عنوان "كلام عابر"، وهو برنامج صوتي يُبث حلقتين أسبوعيًا، ويعالج مواضيع متنوعة ذات طابع إنساني واجتماعي وفلسفي.
أوضح العبدي في إعلان إطلاق البودكاست أن الحلقات ستُنشر كل أربعاء وسبت، حيث تتضمن حلقة الأربعاء محورين، بينما تتناول حلقة السبت محورًا واحدًا بشكل موسّع. وأكد أن اختيار المواضيع يتم بشكل جماعي، انطلاقًا من فكرة أن البودكاست يخص المتابعين بقدر ما يخص معدّه.
من جهة أخرى، أشار العبدي إلى أن دعم المشروع يمكن أن يتم عبر اقتناء رواياته، مثل "المغتصبة: سيرة فاطمة المسارية"، و"الدبابة"، و"حريق الدم"، وهو ما يساهم في استمرارية البرنامج وتطويره.
نقاش حول الحزن على الحيوان
من بين الحلقات التي أثارت تفاعلًا، جاءت حلقة ناقشت قصة حزن الفنان المغربي بدر سلطان على كلبه "ماو"، وهي حادثة أثارت نقاشًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي. تناولت الحلقة موضوع العلاقة العاطفية بين الإنسان والحيوان، وتطرقت إلى أسئلة وجودية مثل: هل يُعد الحزن على الحيوان ضعفًا أم تعبيرًا عن حس إنساني مشروع؟
في سياق الحلقة، استعرض العبدي محطات من التاريخ والأسطورة تناولت العلاقة بين البشر والحيوانات، منها قصة الإسكندر الأكبر وحصانه "بوسيفالوس"، وقصص من "كليلة ودمنة"، و"الأوديسة"، وصولًا إلى حكاية الكلب الياباني "هاتشيكو". كما تضمّنت الحلقة إشارات إلى آراء فلسفية معاصرة لعدد من المفكرين مثل جيريمي بينثام، بيتر سينغر، وتوم ريغان، إضافة إلى جاك دريدا وكارل يونغ.
مقاربة نقدية اجتماعية
سلّطت الحلقة الضوء على ما يعتبره العبدي صعوبة اجتماعية في تقبّل الحزن على الحيوان، معتبرًا أن هذا النوع من الحزن لا يقل شرعية عن الحزن على البشر، وأن الإحساس بالرحمة لا ينبغي أن يقتصر على نوع دون آخر.
وانتقد العبدي بعض ردود الفعل السلبية تجاه قصة الفنان بدر سلطان، موضحًا أن استهجان هذا النوع من الحزن يعكس نظرة ضيقة قد تدفع البعض لإخفاء مشاعرهم.
دعوة للاستمرارية والدعم
اختُتمت الحلقة بدعوة للاستمرار في تقديم حلقات جديدة ومحتوى متنوع، مشيرًا إلى أن دعم المستمعين عبر التفاعل مع الحلقات,